الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
سعد بن معاذ رضي الله عنه 37088- {ش} حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص عن عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس فسمعت وئيد الأرض ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم فمر يرتجز وهو يقول: لبث قليلا يدرك الهيجا حمل*.* ما أحسن الموت إذا حان الأجل فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تسبغة (تسبغة: التسبغة: تسبغة الخوذة: ما توصل به من حلق الدروع فتستر العنق جمع تسابغ 10/414 المعجم الوسيط. ب) له - تعني المغفر - فقال عمر: ويحك! ما جاء بك؟ ويحك ما جاء بك! والله! إنك لجريئة وما يؤمنك أن يكون تحوزا (تحوزا: التحوز: من الحوزة، وهي الجانب، كالتنحي من الناحية، يقال: تحوز عنه وتحيز، وتحييز تفعيل. 1/321 الفائق. ب) وبلاء، قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت فدخلت فيها! فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال: يا عمر! ويحك قد أكثرت منذ اليوم! وأين التحوز والفرار إلا إلى الله! قالت: ويرمي سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له حبان بن العرقة بسهم فقال: خذها وأنا ابن العرقة فأصاب أكجله فقطعه فدعا الله تعالى فقال: اللهم! لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة! وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية، فرقأ كلمه (كلمه: الكلم: الجراحة. 457 المختار. ب) وبعث الله الريح على المشركين وكفى الله المؤمنين القتال، فلحق أبو سفيان بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم (صياصيهم: الصياصي: الحصون. 297 المختار. ب)، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد في المسجد ووضع السلاح، فأتاه جبريل فقال: أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكة السلاح! فأخرج إلى بني قريظة فقاتلهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لأمته (لأمته: لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع لأمته أتاه جبريل فأمره بالخروج إلى بني قريظة واللأمة: الدرع، سميت لالتئامها، وجمعها لام ولؤم واستلأم الرجل: لبسها. 3/293 الفائق. ب)، فخرج فمر على بني غنم وكانوا جيران المسجد فقال: من مر بكم؟ قالوا: مر بنا دحية الكلبي وكان دحية يشبه لحيته وسنة وجهه بجبريل. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسة وعشرين يوما، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عنهم قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لبابة، فأشار إليهم بيده أنه الذبح، فقالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انزلوا على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار له أكاف من ليف، وخف به قومه فجعلوا يقولون: يا أبا عمرو! حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت لا يرجع إليهم شيئا، حتى إذا دنا من دارهم التفت إلى قومه فقال: قد أنى (أنى: أنى الشيء أنيا وأناء وإنى بالكسر وهي أني كفنى: حان وأدرك. 4/301 القاموس. ب) لسعد أن لا يخاف في الله لومة لائم، فلما طلع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، قال عمر: سيدنا الله، قال: أنزلوه، فأنزلوه، فقال: يا رسول! أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم أموالهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله، ثم دعا سعد فقال: اللهم! إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك! فانفجر كلمه وكان قد برأ حتى ما بقى منه إلا مثل الخرص، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع سعد إلى قبته التي كان ضرب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وكانوا كما قال الله عز وجل رحماء بينهم. قال علقمة: فقلت: أي أمه! كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته. قال محمد بن عمرو حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى أتاه جبريل فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء! فقال: لا إلا أن يكون سعد، فإنه أمسى دنفا (دنفا: دنف المريض كفرح: ثقل. القاموس 3/141.ب)، ما فعل سعد؟ قالوا: يا رسول الله قد قبض، وجاءه قومه فاحتملوه إلى دارهم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم خرج وخرج الناس فبت (فبت: بت الشيء بتوتا: انقطع، وأبت وبت بمعنى انقطع وبت الشيء: قطعه. وانبت: انقطع. وانبت الرجل في السير: جهد دابته حتى أعيت. وفي الحديث: (إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) يقال لمن يبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه. المعجم الوسيط 1/37. ب) رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مشيا حتى أن شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم وإن أرديتهم لتسقط عن عواتقهم، فقال رجل: يا رسول الله! بتت الناس! فقال: إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة. قال محمد فأخبرني أشعث بن إسحاق قال: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه فقال: دخل ملك فلم يكن له مجلس فأوسعت له!ّوأمه تبكي وهي تقول: ويل أم سعد سعدا*.* براعة ونجدا بعد أياد يا له ومجدا*.* مقدما سد به مسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل البواكي يكذبن إلا أم سعد. قال محمد: وقال ناس من أصحابنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لجنازته قال ناس من المنافقين: ما أخف سرير سعد أو جنازة سعد! قال: فحدثني سعد بن إبراهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات سعد: لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ. قال فسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد ودخل علينا الفسطاط ونحن ندفن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ فقال: ألا أحدثكم بما سمعت أشياخنا يحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات سعد: لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ؟ قال محمد: فأخبرني أبي عن أبيه عن عائشة قالت: ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من سعد بن معاذ! قال محمد: وحدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد ففتحها بعد فإذا هو مسك! قال محمد: وحدثني واقد بن عمرو بن سعد - قال: وكان واقد من أحسن الناس وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: يرحم الله سعدا إنك بسعد لشبيه، ثم قال: يرحم الله سعدا كان من أجمل الناس وأطولهم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة فبعث إليه بجبة ديباج منسوج فيها ذهب، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر فجلس فلم يتكلم، فجعل الناس يلمسون الجبة ويتعجبون منها، فقال: أتعجبون منها؟ قالوا: يا رسول الله! ما رأينا ثوبا أحسن منه، قال: فوالذي نفس محمد بيده! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون. أبو نعيم. 37089- عن حذيفة بن اليمان قال: لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز العرش لروح سعد بن معاذ. (ش). 37090- عن محمد بن شرحبيل قال: اقتبض إنسان من تراب قبر سعد بن معاذ ففتحها فإذا هي مسك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله! سبحان الله! حتى عرف ذلك في وجهه. أبو نعيم في المعرفة؛ وسنده صحيح. 37091- عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: أأنزلت عليك من السماء؟ فقال: وما تعجبون من ذا؟ لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا، ثم قال: يا غلام! اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلى بالخميصة. (كر) وقال: غريب. 37092- عن محمد بن المنكدر قال: قالت أم سعد بن معاذ وهي تندب سعدا: ويل أم سعد سعدا*.* نزاهة وجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل البواكي يكذبن إلا أم سعد. ابن جرير في تهذيبه. 37093- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وبكى أصحابه حين توفي سعد بن معاذ، قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد وجده فإنما هو آخذ بلحيته، قالت عائشة: وكنت أعرف بكاء أبي من بكاء عمر. ابن جرير فيه. 37094- {مسند ابن عمر} حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا، قال: إنما يعني السرير، قال: (ش). 37095- {مسند أسيد بن حضير} عن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة فنلقينا؟؟ بذي الحليفة وكان غلمان الأنصار يتلقون أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي، فقلت: غفر الله لك! أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم مالك وأنت تبكي على امرأة! قالت: فكشف رأسه وقال: صدقت، لعمري ليحق أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال: قلت: وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال: لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ، قالت: وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ش، حم) والشاشي، (كر). 37096- عن أنس قال: أهدى أكيدر دومة إلى رسول الله جبة فتعجب الناس من حسنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها. أبو نعيم في المعرفة. 37097- عن البراء قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير فجعلوا يعجبون من لينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا. (ش). 37098- عن جابر بن عبد الله قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا العبد الصالح الذي فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد بن معاذ، فقال رسول الله: هذا العبد الصالح شدد عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج له. (حم) وابن جرير. 37099- عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. (ش). 37100- عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد يوم مات وهو يدفن: لهذا العبد الصالح الذي اهتز له العرش وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه ثم فرج عنه. (كر). سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 37101- عن سعد قال: أسلمت أنا وأنا ابن سبع عشرة سنة. (كر). 37102- {أيضا} عن سعد قال: دفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما في كنانته من السهام وقال: ارم سعد فداك أبي وأمي! وما جمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيري قبلي ولا بعدي منذ بعثه الله عز وجل. (كر). 37103- {أيضا} عن سعد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناولني السهم يوم أحد يقول: ارم فداك أبي وأمي. (ع، كر). 37104- {أيضا} عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يوم أحد وهو يرمي، إيها (إيها: تكون للإسكات والكف بمعنى حسبك وتنون منصوبة، فتقول: إيها: لا تحدث. المعجم الوسيط 1/35. ب)! فداك أبي وأمي. (ع، كر). 37105- {أيضا} عن سعد قال: والله! إني لرابع في الإسلام، ولقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد، فقال لي: ارمه يا سعد! فداك أبي وأمي! اللهم! سدد سهمه وأجب دعوته. (كر). 37106- عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد للمسلمين: انبلوا سعدا، ارم يا سعد رمى الله لك: ارم فداك أبي وأمي. ابن جرير. 37107- عن سعد قال: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو وعند القتال. (ش) والحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة. 37108- {مسند جابر بن سمرة} أول الناس رمى في سبيل الله سعد. (ش). 37109- عن ابن عباس قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد فإني سمعته يقول: ارم فداك أبي وأمي. (كر)، وفيه أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن أبي سعد البقال ضعيفان. 37110- عن ابن عباس قال: لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: دونك نحر العدو فداك أبي وأمي، وكان يضع سهمه في كبد قوسه فيقول: اللهم! سهمك في سبيلك، اللهم! انصر رسولك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! استجب لسعد. (كر) وفيه المذكوران، (ش). 37111- عن نافع عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة، فليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته! فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع. (كر). 37112- عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة! فإذا سعد. (عد، كر). 37113- عن سعيد بن المسيب قال: كان سعد أشد المسلمين بأسا يوم أحد. (ش). 37114- عن ابن شهاب قال: قتل سعد يوم أحد بسهم ثلاثة، رمى به فقتل فرد عليهم فرموا به، فأخذه فرمى به سعد الثانية فقتل، فرد عليهم فرمى به الثالثة فقتل، فعجب الناس مما فعل سعد، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أنبلنيه. قال: وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه. (كر). 37115- عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى رابغ (رابغ: واد بين مكة والمدينة قرب ساحل البحر الأحمر، وهو من مواقيت الإحرام بالحج. 1/325 المعجم الوسيط. ب) فانكفأ المشركون على المسلمين فحماهم سعد بن أبي وقاص يومئذ بسهامه، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان هذا أول قتال كان في الإسلام، وقال سعد في رميته: ألا هل أتى رسول الله أني*.* حميت صحابتي بصدور نبلي أذود بها عدوهم ذيادا*.* بكل حزونة وبكل سهل فما يعتد رام في عدو*.* بسهم في سبيل الله قبلي. (كر). 37116- عن أنس قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة! فاطلع سعد بن أبي وقاص، حتى إذا كان الغد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته الأولى، حتى إذا كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته؛ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثار عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني عاتبت أبي فأقسمت على أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت، قال أنس: فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى كان مع الفجر فلم يقم من تلك الليلة شيئا غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمه ثم يصبح مفطرا، قال عبد الله بن عمر: فرمقته ثلاث ليال وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت: إنه لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك فيك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، فاطلعت أولئك المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو الذي قد رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين ولا أقوله، قال: هذه التي قد بلغت بك وهي التي لا أطيق. (كر)؛ ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن شهاب قال: حدثني من لا أتهم عن أنس. قلت: وبعض فضائله مر في تتمة العشرة المبشرة بعد الخلفاء الأربعة. سعد بن قيس العنزي رضي الله عنه 37117- إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: سعد الخيل، قال: بل أنت سعد الخير. ابن منده وقال: غريب. سعيد بن العاص رضي الله عنه 37118- عن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرد فقالت: إني نويت أن أعطي هذا الثوب أكرم العرب! فقال لها: أعطيه هذا الغلام - يعني سعيد بن العاص - وهو واقف، فلذلك سميت الثياب السعيدة. الزبير بن بكار، (كر). سعد بن الربيع رضي الله عنه 37119- {مسند الصديق} قال عبد الملك بن هشام في السيرة حدثني أبو بكر الزبير أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق وبنت لسعد بن الربيع صغيرة على صدره يرشفها (يرشفها: الرشف: المص. المختار 194. ب) ويقبلها فقال له الرجل: من هذه؟ قال: بنت رجل خير مني سعد بن الربيع، كان من النقباء يوم العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أحد. قال ابن كثير: هذا معضل. سلمة بن الأكوع رضي الله عنه 37120- {مسنده} غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعقوب بن سفيان (كر). 37121- {أيضا} عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بارزت رجلا فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه. ابن جرير. سلمان الفارسي رضي الله عنه 37122- عن قتادة وعن ابن زيد بن جدعان قالا: كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي شيء، فقال سعد وهم في مجلس: انتسب يا فلان! فانتسب وقال لآخر: انتسب، ثم قال لآخر: انتسب، ثم قال لآخر حتى بلغ سلمان فقال ما أعرف لي أبا في الإسلام ولكن سلمان ابن الإسلام، فقال عمر: قد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية وأنا عمر ابن الإسلام أخو سلمان ابن الإسلام، أو ما سمعت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار، وما انتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذلك فكان معه في الجنة. (عب، هب). 37123- عن رجل من بني خامر؟؟(عامر) عن خال له أن سلمان لما قدم على عمر قال للناس: اخرجوا بنا نتلق سلمان. ابن سعد. 37124- عن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء سلمان ستة آلاف. أبو عبيد في الأموال وابن سعد. 37125- عن سلمان قال: كنت في أهلي برامهرمز وكنت أختلف إلى معلمي الكتاب، وكان في الطريق راهب، فكنت إذا مررت جلست عنده فيخبرني من خبر السماوات والأرض ونحو من ذلك حتى اشتغلت عن كتابتي ولزمته، فأخبر أهلي المعلم وقال لهم: إن هذا الراهب قد أفسد ابنكم فأخرجوه، فاستخفيت منهم فخرجت معه حتى جئنا الموصل فوجدنا فيها أربعين راهبا، فكان بهم من التعظيم للراهب الذي جئت معه شيء عظيم، فمكثت معه أشهرا فمرضت فقال راهب منهم: إني ذاهب إلى بيت المقدس فأصلي فيه، ففرحت بذلك فقلت: أنا معك، فخرجت فما رأيت أحدا كان أصبر على شيء منه، كان يمشي فإذا رآني أعييت قال: ارقد، وقام يصلي، وكان كذلك لم يطعم يوما حتى جئنا بيت المقدس، فلما قدمناه رقد وقال لي: إذا رأيت الظل ههنا فأيقظني، فلما بلغ الظل ذلك المكان أردت أن أوقظه ثم قلت: سهر ولم يرقد والله لأدعنه قليلا! فتركته ساعة، فاستيقظ فرأى الظل قد جاوز ذلك المكان، فقال: ألم أقل لك أن توقظني! قلت: كنت لم تنم فأحببت أن أدعك تنام قليلا، قال: إني لا أحب أن تأتي علي ساعة إلا وأنا أذكر الله فيها، ثم دخلنا بيت المقدس فإذا سائل مقعد يسأل فسأله فلا أدري ما قال له، فقال له المقعد: دخلت ولم تعطني شيئا وخرجت ولم تعطني شيئا! قال: هل تحب أن تقوم؟ قال: نعم، فدعا له فقام، فجعلت أتعجب وابتعد، فسهوت فذهب الراهب ثم خرجت اتبعه وأسأل عنه فلقيت ركبا من الأنصار فسألتهم عنه فقلت أرأيتم رجلا كذا وكذا؟ فقالوا: هذا عبد آبق فأخذوني وأدفوني خلف رجل منهم حتى قدموا بي المدينة فجعلوني في حائط لهم، فكنت أعمل هذا الخوص (الخوص: ورق النخل والمقل والنارجيل وما شاكلها. والخواص: بائع الخوص. والذي يعمل الأشياء منه. المعجم الوسيط 1/262. ب) وقد كان الراهب قال: إن الله لم يعط العرب من الأنبياء أحدا وإنه سيخرج منهم نبي! فإن أدركته فصدقه وآمن به. وإن آيته أن يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، وإن في ظهره خاتم النبوة، فمكثت ما مكثت، ثم قالوا: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فخرجت معي بتمر فجئت إليه به فقال: ما هذا: قلت: صدقة، قال: لا نأكل الصدقة فأخذته: ثم أتيته بتمر فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا قلت: هدية، فأكل وأكل من كان عنده، ثم قمت وراء ظهره لأنظر إلى الخاتم، ففطن بي فألقى رداءه عن منكبيه، فأبصرته فآمنت به وصدقته، فكاتبت على مائة نخلة فغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فلم يحول الحول حتى بلغت وأكل منها. (عب). 37126- أيضا عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي كاتب على أن يغرس مائة ودية (ودية: الودي، على فعيل: صغار الغسيل، الواحدة: ودية. المختار 567. ب) فإذا أطعمت فهو حر. (عب). 37127- {أيضا} عن عامر بن عطية قال: رأيت سلمان أكره على طعام فقال: حسبي أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا، يا سلمان! إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. العسكري في الأمثال. 37128- أيضا عن الحارث بن عميرة قال: قدمت إلى سلمان إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا بكفيه، فلما سلمت عليه قال: مكانك حتى أخرج إليك، قلت: والله ما أراك تعرفني قال: بلى، قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف، وما كان منها في غير الله اختلف. (كر). 37129- عن سلمان قال: كنت من أبناء أساورة فارس وكنت في كتاب ومعي غلامان وكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما فقال: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد؟ فجعلت اختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما، فقال لي: إذا سألك أهلك: من حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك: من حبسك؟ فقل: أهلي، ثم إنه أراد أن يتحول فقلت له: أنا أتحول معك، فتحولت معه فنزلت بقرية فكانت امرأة تأتيه، فلما حضر قال: يا سلمان! احفر عند رأسي، فحفرت عند رأسه فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدرى، فصببتها على صدره، فكان يقول: ويل لاقتنائي! ثم إنه مات، فقلت للرهبان: من لي برجل عالم أتبعه؟ فدلوني على رجل، فأتيته فقلت: ما جاء بي إلا طلب العلم، قال: فإني والله ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء! وإن تنطلق الآن توافقه، وفيه ثلاث آيات: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، لونها لون جلده، فانطلقت حتى مررت بقوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني، حتى اشترتني امرأة من المدينة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت لها: هبي لي يوما! قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته، وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة، فقال لأصحابه: كلوا ولم يأكل، قلت: هذا من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، ثم قلت لمولاتي: هبي لي يوما! قالت: نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: هدية، فوضع يده وقال لأصحابه: خذوا بسم الله، وقمت خلفه، فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة! فقلت: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ فحدثته عن الرجل، ثم قلت: أيدخل الجنة يا رسول الله؟ فإنه حدثني أنك نبي، قال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. (ش). 37130- عن عامر بن عبد الله المعروف بابن عبد قيس أن سلمان حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع، قالوا: وما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغازي حسنة وفتوحا عظاما؟ قال: يجزعني أن نبينا صلى الله عليه وسلم حين فارقنا عهد إلينا: ليكفي الرجل منكم كزاد الراكب فهذا الذي أجزعني، فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا. (حب، كر). 37131- عن أبي جعفر أن سلمان الفارسي كان لناس من بني النضير فكاتبوه على أن يغرس لهم كذا وكذا ودية حتى تبلغ عشر سعفات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ضع عند كل نقير ودية، ثم غدا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعها له بيده ودعا له فيها، فكأنها كانت على ثبج (ثبج: الثبج: وسط الشيء تجمع وبرز. جمع أثباج، وثبوج. ومنه ثبج البحر. المعجم الوسيط 1/93. ب) البحر علت منها ودية، فلما أفاءها الله عليه وهي الميثب (الميثب: بالكسر: الأرض السهلة. أقرب الموارد. ب) جعلها صدقة، فهي صدقة بالمدينة. (عب). 37132- عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هؤلاء؟ فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلبيبه (بتلبيبه: يقال: لبيت الرجل ولببته مثقلا ومخففا، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو حبلا وأخذت بتلبيبه فجررته. والتلبيب: مجمع ما في موضع اللبت من ثياب الرجل. الفائق 3/294. ب) حتى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا يجر رداءه حتى دخل المسجد ثم نودي الصلاة جامعة! فحمد الله وأثني عليه ثم قال: يا أيها الناس! إن الرب رب واحد وإن الأب أب واحد، وإن الدين دين واحد، ألا! وإن العربية ليست لكم بأب ولا أم إنما هي لسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي، فقال معاذ وهو آخذ بتلبيبه: يا رسول الله ما تقول في هذا المنافق؟ فقال: دعه إلى النار، قال: فكان فيمن ارتد فقتل في الردة. (كر).
|